تعريف العرفان

  • Creator
    Topic
  • #568
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,178

    كتبه
    محمود نجم الدين على صفحته في فيس بوك

    في العرفان
    ربما هذه محاولة بسيطة جداً لتعريف العرفان، وبشكل يستفيد منه الكل، حيث وللأسف نرى الغموض يلف هذا العلم، فيوصف رجاله مرة بأنهم فلاسفة، ومرة متألهين، ومرة علماء نفس وغيرها.

    سوف يكون جوابنا على الكثير من التساؤلات على شكل نقاط أو مستويات :

    المستوى الأول : العرفان هو علم باطني، أي ليس من علوم الظاهر المعتمدة على الدراسات المادية، بل هو علم باطني يستند على المعنويات في الوصول إلى هدفه، حيث يكون اعتماد الوصول فيه على الروح، فيكون هو طريق روحي للإنسان.. وبهذا يختلف عن الفلسفة باعتبارها علم عقلي، ويختلف عن الروحان باعتباره علم باطني، ولكن الروحان هو الاتصال بالحق عن طريق المخلوقات الأخرى..
    فيكون العرفان هو الاتصال بالحق تعالى عن طريق الروح.

    المستوى الثاني : العرفان عبارة عن السير بالمقامات المعنوية : كالتوكل، والتسليم، والرضا، والشكر، والمحبة، والعشق… حيث يكون إجمالاً السير بهذه المستويات، هو عرفاناً أو جزء من العرفان.. وهذه المقامات وإن حسبت على السفر الأول إلا أنها لها محبوها ومريدوها، ويكون السير فيها أيضاً سيراً باطنياً، أفضل من الاقتصار على ظواهر الأشياء.

    المستوى الثالث : العرفان هو طريق معرفة النفس، وكما قيل : (من عرف نفسه عرف ربه)، فيكون هو طريق التحلي بالفضائل : كالإخلاص، وصفاء النية، والإيثار، وغيرها.. والتخلي عن الرذائل، ومعالجة أمراض النفس : كالرياء، والعجب، والتكبر، وغيرها.

    المستوى الرابع : العرفان هو السلوك إلى الله تعالى، والوصول إلى مقام الخلوص، أي الإخلاص لله في العبادات دون شك أو ريب، والدخول إلى عالم الله الحقيقي، فيكون مستوى العبادة عبادة الأحرار، أي لا طمعاً في الجنة، ولا خوفاً من النار، بل لأنه وجد الله تعالى أهلاً للعبادة فعبده.

    المستوى الخامس : العرفان هو معرفة حقائق الأشياء، ورؤية الأشياء على واقعها الحقيقي التي دارت عليها الأشياء.

    المستوى السادس : العرفان هو المسير المعنوي نحو الحق تعالى، وذلك بتصفية القلب.. وكما قيل أن الله تعالى : (لا ينظر إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم)، حيث يهتم بتصفية القلب من الشوائب الدنيوية، وتهيئته لنزول المعارف الإلهية.

    المستوى السابع : العرفان هو المسير بالأسفار الأربعة، وهي كالتالي :

    السفر الأول : من الخلق إلى الحق.
    السفر الثاني : من الحق إلى الحق.
    السفر الثالث : من الحق إلى الخلق.
    السفر الرابع : من الخلق إلى الخلق.

    فيكون المسير بهذه الأسفار وبهذه الكيفية هو العرفان.

    فالسالك : هو أي سائر في هذا الطريق، ولكن الكثير من العرفاء خصصوه على كل إنسان سائر في السفر الأول.
    والعارف : هو كل إنسان دخل السفر الثاني، وهو سفر لا متناهي، حيث هو يكون من الحق إلى الحق.
    والشيخ : وهو من أتم الأسفار الأربعة، ودخل إلى السفر الرابع، مع استمرار مسيره بالسفر الثاني.. فالشيخ في الباطن، هو أعلى من العارف بالدقة الباطنية.
    حيث أن من مختصات هذا المستوى، هو أن يسير السالك بمعرفة مربي أو شيخ أو أستاذ، وكما قيل (من لا شيخ له، فشيخه الشيطان).

    فهذه سبعة مستويات من العرفان، والواقع هي أكثر من ذلك بكثير.

    بقي شيء واحد، وهو ما هو الطريق لدخول هذا العالم؟..
    الجواب : هو شيئين هما :
    النية الصافية ولو بقدر بسيط.
    الإخلاص لله تعالى.
    ثم يأتي التوفيق من الله تعالى إلى عبده بتوفير سبل السير والسلوك

  • You must be logged in to reply to this topic.