في رحاب صلاة الليل

  • Creator
    Topic
  • #571
    Tasneem
    Keymaster
    • المشاركات: 2,178

    في رحاب
    صلاة الليل
    كتبه السيد لطيف الحسني

    { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (@) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ } .

    وهنا يقول أهل العلم في تفسير هذه الآيات المباركة .
    أي أنّا نعلم يا محمد أن يحصل لك من الأذى ما يُسبب لك انقباض ويضيق صدرك . فلا تبالي بما يقولون ولا يثنينك هذا الأمر عن إكمال مسيرتك الإلهية وإعلم أنّي كافيك وناصرك عليهم . فاجعل من ذكري والتحميد والشكر والتنزيه لي شُغلاً لك وكن من الساجدين لآلائي ونِعمي .

    وهنا إشارة فيها بعضاً من المعرفة الذوقية والأخلاقية في هذه الآيات المباركة في إشارةً الى صلاة الليل والمناجات مع الله تعالى .

    { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (@) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ } .
    أي نحن نعلم أنك يضيق صدرك لإنشغالك في النهار مع الخلق وما يقولون من أمر الدنيا وملذّاتها وغفلتهم عن الحق تعالى لذلك فإجعل من الليل سكناً لروحك لمناجاتي وذكري والناس نيام لتخلو بي وتنشغل بمناجاتي وتسبيحي وتقديسي فينشرح صدرك وإجعل من سجودك سبيلاً للقائي فإن السجود أقرب سبيل للوصول الى ساحة جمالي وجلالي .
    ومن هنا كان نداء الحق تعالى لحبيبه المصطفى صلوات الله تعالى عليه وآله :
    ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ) .
    فقد جعل المعشوق الليل وصالاً بعاشقه ليتم الأُنس بينهما فطلب أن تكون اللقاء والوصال بينهما بعد منتصف الليل أو أكثر من ذلك ليزداد الأُنس والوصال بين العاشق والمعشوق وحتى لا يكون أحد من الخلق يُكدِّر صفو هذا الوصال .
    ( قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا )
    وعند حصول هذا اللقاء والوصال يقذف من نوره المقدس في قلبه .
    وهذا ما يحدث بين الحق تبارك وتعالى وبين أوليائه ممن يصطفي ويختار لوصاله ولقاءه .

    فيا أيها الأحبَّة لماذا لا نسعى بجدٍّ وإجتهاد ونُطهّر قلوبنا وأنفسنا لنصل الى هذا التوفيق الإلهي لنُدرك لتلك الحقائق الإلهية لننعم بالوصال .؟

    ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ )

    (( الفقير الأسوء حالاً ))

  • You must be logged in to reply to this topic.