في معرفة ظهور المهدي في آخر الوقت فهل له حد أم لا ؟ وهل المهدي يدعي بإمرة المؤمنين أم لا ؟
وكيف قول السيد أبي عبدالله ( نضر الله وجهه ) في البركة:
وتعظم البرة حتى تكن ** حمل بعير بغية القاتر
فهذا القول مثبت باطنا وظاهرا أم لا ؟
——————-
فاعلم أيها الأخ ( أرشدك الله إلى هدايته وأيدك الله بعنايته، وأسعدك مع أهل طاعته، وجعلنا وإياك من الفائزين في ظهور المهدي والمؤيدين مع جنوده آمين ) فاعلم أن المهدي هو الاسم الأعظم والحجاب الأكرم، وأما ظهوره فهو حتما لازما وقولا جازما، وقد وعد به القرآن وحتم بظهوره الرحمن لقوله تعالى ( إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ) طه 15 .. ففي هذا المعنى أن الباري تعالى، وقت ظهور القائم المهدي، ولكن خافيه عن التحديد، تحديد المخلوقين لقوله تعالى ( القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة ) القارعة 1-3 .. أي ليس تدركه الناس وهو حتما مقضيا لا غنى عن ظهوره ، ولكن تكون الناس في غفلة عنه ، لقوله تعالى ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) الأنبياء 1 .. وقال تعالى في نفي تحديد الساعة ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها، فيم أنت من ذكراها ، إلى ربك منتهاها ) أي إليه تنتهي الساعة وهو ظهور المهدي.. وقال تعالى مخاطبا النبي ( إنما أنت منذر من يخشاها ) النازعات 45 .. وقال تعالى ( وذكرهم بأيام الله ) إبراهيم 5 ….. وقال في معنى قيام الساعة ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) القمر 1 وقال فيها ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ) الحج 1-2 ..واعلم يا أخي أن قبل ظهور المهدي يكون الناس في غفلة ونظرة لأنه وقت مهلة ، لقوله تعالى ( أمهلهم رويدا ) الطارق17 .. وقال تعالى ( وانتظروا إنا منتظرون ) هود 122 .. وكل فعل قبل ظهور المهدي يحاسب فاعله ، لقوله تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) الزلزلة 7-8 .. وانظر يا أخي إلى المعتمدين على نهب الأموال ، وقتل الأنفس، وفعل الشر، كيف الله سبحانه وتعالى يستدرجهم بالإمهال.. وأما ظهور المهدي فإنه جحيم على المنافقين ، لقوله تعالى ( لترون الجحيم ) التكاثر 6 .. وهو يوضح الحق ويأخذ كل أمة بإمامهم ، ويفصل بين الناس بالحق، لقوله سبحانه وتعالى ( إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) السجدة 25 .. ويكشف التوحيد ، وظهوره هو الموسوم بكشف الساق ، لقوله تعالى ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ) القلم 42-43 .. وفيه يقول الكتاب ( يوم يدع الداع إلى شيء نكر ) القمر 6 .. أي الإقرار بالصورة الأنزعية ، وفي عصره يفرح المؤمنون ويسرعون إليه ، لقوله تعالى ( يوم يخرجون من الأجداث سراعا ) المعارج 43 .. ويقول ( مهطعين إلى الداع ) القمر 8 .. وقال فيهم ( وترى الجبال تحسبها هامدة وهي تمر مر السحاب ) النمل 88 .. وها هنا تأييد للمؤمنين لقوله ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) القصص 5 .. وقال فيهم ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) الأنبياء 105 .. وقال ( والآخرة خير وأبقى ) الأعلى 17 ..