Forum Replies Created
-
AuthorReplies
-
يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لمؤذنه بلال رض: (أرحنا بها يا بلال)”1″ ، هنا الصلاة أصبحت في كلام الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم راحة ،تلك الراحة التي لا توجد لأي مؤمن في الدنيا حيث جاء في الحديث ( لا راحة لمؤمن في الدنيا )”2″ ، فما السر الذي يجعل الصلاة راحة رغم أنها تقام في الدنيا التي لا راحة لمؤمن فيها؟الصلاة راحة لأنها ليست هي هذه الدنيا ومصائبها وفتنتها فهي عالم أكبر منها بكثير وهي سر رابط مع مصدر كل خير و إلهام وبركة ونور .فالتعرف على الصلاة هو جهاد كل مؤمن مسلم، فبقدرما نتعرف على الصلاة نتعرف على صاحبها وبقدر معرفة صاحبها نتعرف على مقيمها، ألا وهو الشخص المعصوم في كل زمان.فهذا الحسين عليه السلام يقيم الصلاة في يوم عاشوراء والنبال تنهال عليه من كل جانب ، وهذا حفيده الخميني رض يقيم الصلاة وهو على فراش الموت ؟فالمؤمن المقيم للصلاة كما أنزلت وكما وضعت ، فهو في ذلك يقيم دولة المهدي عليه السلام في الأرض دولة العدل والسلام الكوني ، ذلك أن الصلاة هي المعراج الروحاني والمعنوي الذي سوف يوسع روحانيته ليستقبل الخيرات الوجودية والكونية التي بها العبودية لله في العالمين.الصلاة عالم وحالة وجودية نورانية وضعها الباري للمؤمنين للولوج لسره العالي المستتر بالحجب النورية فهي التي تجعل المؤمن الموالي يقول واعيا ومدركا : (اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ أرواحنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ، اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.)”3″.بالصلاة وحدها يصير المؤمن الموالي في توافق كلي مع جميع نواميس الكون العابدة ، فتبعث فيه الراحة والطمأنينة والشهود.بالصلاة وحدها يصير المؤمن الموالي آكلا من كل الكون ومن خيراته المنتشرة فيه .(واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)”1″فالصدق في الصلاة هو الصدق في دولة المهدي عليه السلام .دولة الحب الذاتي الإلهي :يقول مولى الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام(الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا وكفى بي فخرا ان تكون لي ربا ، أنت كما أحب ،فاجعلني كما تحب )”2″.الكل يدعو في مدرسة أهل البيت عليهم السلام بهذه المناجاة العلوية العشقية غير أن الكثير وهم كذلك ما زالوا لم يشهدوا تحققها الفعلي والذوقي في كياناتهم ، فالله محب للسلام والعدل فهل تحقق السلام القائم والعدل القائم يعني هل هو ظاهر للكل ؟يقول السهروردي المقتول في كتابه هياكل النور: (يا قيوم، أيِّدنا بالنور، وثبِّتنا على النور، واحشرنا إلى النور). هنا السهروردي يدعو الله باسمه الأعظم الذي هو إمام الزمان القائم صلوات رب العزة عليه لكي يؤيده بنوره ويثبته عليه ويحشره إليه ؟ فما سر ذلك ؟فالسر في ذلك كون أهل البيت عليهم السلام هم الوسيلة والغاية فكيف ذلك؟ .الله سبحانه وتعالى يحب ذاته المقدسة وهذه الذات حبها في ذاتها له تعينات في عالمي الخلق والأمر وهذا الحب يتجلى في الاسم الذي خرج منه واليه ( المعصومون جميعا ) وهو الاسم الأعظم في الهوية الغيبية.إن هذا الحب الذاتي الإلهي يتجلى في الأربعة عشر معصوما الذين هم نور قبل الخلق قبل عالمي الروح والمادة ، حيث جاء في رواية عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم حين لا سماء مبينة ولا أرض مدحية ولا ظلمة ولا نور ولا شمس ولا قمر ولاجنة ولانار . فقال العباس كيف كان بدء خلقكم؟ قال ياعم: لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا , تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا,ثم مزج النور بالروح فخلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين فكنا نسبحه حين لا تسبيح , ونقدسه حين لا تقديس , فلما أراد الله تعالى أن ينشىء خلقه فتق نوري فخلق منه العرش , فالعرش من نوري ونوري من نور الله ونوري أفضل من العرش ,ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة فالملائكة من نور علي وعلي أفضل من الملائكة, ثم فتق نور إبنتي فخلق منه السماوات والأرض من نور إبنتي فاطمة ونور إبنتي فاطمة من نور الله وإبنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض ,ثم فتق نور ولدي الحسن فخلق منه الشمس والقمر فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن ونور الحسن من نور الله والحسن أفضل من الشمس والقمر, ففتق نور ولديالحسين فخلق منه الجنة وحور العين ,فالجنة وحور العين من نور ولدي الحسين ونور ولدي الحسين من نور الله وولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين..)”1″أهل البيت عليهم السلام كانوا قبل الخلق وهم كما كانوا قبله هم باقون بعده يعني نور مجرد عن الصفات البشرية ، فأول صادر عن الذات المقدسة هم هذه الأنوار المقدسة وفي دولة المهدي عليه السلام سوف نحيا معنى المحبة الإلهية لهذه الذوات ونحن نعيش في حضرة القائم الفاتح للأسرار الغيبية الإلهية مولانا بقية الله في الأرضين الحاضر في الأفكار الغائب عن الأبصار المراقب الفاعل بإذن الجبار.دولة الكرامة:لا يدرك الإنسان عالم الكرامة مادام غارقا في الظنون والأوهام والخرافات والطقوس والعادات والتقاليد والإتباع ؟الجنة مخلوقة والدنيا مخلوقة والكرامة ليست مخلوقة ، وهي بهذا الاعتبار مطلوبة في توجهنا لرب الأرباب جميعا ، فبدون كرامة لا يمكن لابن آدم أن يتعرف على حقيقته التي خلق من أجلها وهي وجه رب العالمين ،في قوله ( كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)”2″إن الذي يخلق التوجه والرغبة والابتهاج واللذة والحركة في كل مخلوق خلقته الإرادة الإلهية في الخلق والوجود هو التوحيد.فهذا طفل الإنسان يبحث عن ثدي أمه مباشرة بعد الولادة يريد الوحدة مع أمه ، وهذا الشاب اليافع يبحث عن الزواج مريدا الوحدة مع نفسه ، وهذه رياح باردة تبحث عن رياح ساخنة لتشكل المطر. وهذه غمامة سالبة تبحث عن غمامة موجبة لتمطر.التوحيد هو حالة وجودية صادقة في الحياة كل من دخله يكون في جنة من الوساوس والتسويلات لذا جاءت شريعة خاتم الرسل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتوحيد لتخلص الإنسانية من الشرك وشكر آلهة وهمية صنعتها لهم أهواؤهم المضلة لأن التوحيد المحمدي الأصيل يخلص الإنسان المؤمن من الضياع، من الوهم ، من الفتنة التي تصيب العقول الضعيفة غير المتأملة في مصير الإنسان فجاءت الآية: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )”1″، بعدما جاءت أخرى تؤكد على أن الخلاص الحقيقي هو التوحيد في قوله: (أَجَعَلَ الْآلِهَة إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْء عُجَاب )”2″ فالإنسان الذي كانت تتقاسمه عدة آلهة وهمية وجد نفسه في شريعة خاتم الرسل جميعا مع إله واحد قادر عظيم كبير مفسر كل شيء، ومبين كل شيء في قرآن جامعلكل سر وعلم ومعرفة وحكمة، فصار بهذه الرحمة الواسعة متعجبا لا يصدق ما صار إليه من الفهم واللذة والتوحد مع مبدأ المبادئ كلها.ضاع هذا التوحيد المخلًص في وجودنا وفي حاضرنا لأن أتباع الديانات تعصبوا لدينهم فحاربوا الخير كله من حيث أنهم ظنوا انهم يحافظون عليه من وجهة نظرهم ، ولأن أتباع الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم لم يتابعوا النور الذي أنزل مع الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهو العترة النبوية أهل البيت عليهم السلام . في قوله: ( أهل بيتي فيكم كسفينة نوح فمن ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق )”3″. وفي كتاب الله في سورة النور: ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَــمْ تَمْسَسْهُ نَـارٌ نُورٌ عَلَــىنُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)”1″ .النور إسم إلهي خاص أنزل مع الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم لكي ترجع الإنسانية من حيث كان مبدؤها في نشأتها الأولى فوجود النور في حياتنا ووجودنا هو الخلاص الحقيقي من كل شرك وظلم وضلال ووهم لأن به وحده يكشف عن كل ما خفي عنا.جاء عن أهل البيت عليهم السلام هذه الرواية ((مَنْ أجابَ عَنِ التَّوْحيدِ بِعِبارَةٍ فَهُوَ مُلْحِدٌ ، وَ مَنْ أشارَ إلَيْهِ بِإشارَةٍ فَهُوَ زِنْديقٌ ، وَ مَنْ أوْمَي إلَيْهِ فَهُوَ عابِدُ وَثَنٍ ، وَ مَنْ نَطَقَ فيهِ فَهُوَ غافِلٌ ، وَ مَنْ سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ جاهِلٌ ، وَ مَنْ وَهَمَ أنَّهُ (إلَيْهِ) واصِلٌ فَلَيْسَ لَهُ حاصِلٌ ، وَ مَنْ ظَنَّ أنَّهُ (مِنْهُ) قَريبٌ فَهُوَ (عَنْهُ) بَعيدٌ ، وَ مَنْ (بِهِ) تَواجَدَ فَهُوَ (لَهُ) فاقِدٌ )).وجاء أيضا في جواب أمير المؤمنين عليه السلام كميلا في سؤاله عن الحقيقة ؟ ((مَا الْحَقِيقَةُ ؟! قَالَ: مَا لَكَ وَ الْحَقِيقَةَ ؟! قَالَ: أَوَ لَسْتُ صَاحِبَ سِرِّكَ ؟! قَالَ: بَلَى ! وَلَكِنْ يَرْشَحُ عَلَيْكَ مَا يَطْفَحُ مِنِّي ! قَالَ: أَوَ مِثْلُكَ يُخَيِّبُ سَآئِلاً ؟! قَالَ: الْحَقِيقَةُ كَشْفُ سُبُحَاتِ الْجَلاَلِ مِنْ غَيْرِ إشَارَةٍ . قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا ! قَالَ: مَحْوُ الْمَوْهُومِ مَعَ صَحْوِ الْمَعْلُومِ . قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا ! قَالَ: هَتْكُ السِّتْرِ لِغَلَبَةِ السِّرِّ . قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا ! قَالَ: جَذْبُ الاْحَدِيَّةِ بِصِفَةِ التَّوْحِيدِ . قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا !قَالَ: نُورٌ يَشْرُقُ مِنْ صُبْحِ الأزل ، فَتَلُوحُ عَلَى هَيَاكِل التَّوحِيد ءَاثَارُهُ. قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَانًا ! قَالَ: أَطْفِ السِّرَاجَ فَقَدْ طَلَعَ الصُّبْحُ ! )”2″.التوحيد الشهودي هو نور يشرق من صبح الأزل ، ولا سبيل لهذا النور المشرق إلا بمعرفة أهل المعرفة، أهل البيت عليهم السلام حق المعرفة ولا يتم ذلك كله إلا بالدعاء بدعائهم في حضرتهم عليهم السلام .دولة الصلاة:الصلاة هي الصلة التي تربط العبد مع رب الأرباب جميعا ، وهي بهذا الاعتبار المعنوي أعظم خير في وجودنا وفي مسيرتنا، فبالصلاة وحدها يكون العبد في صلة مع خالقه وبارئه، فما سر هذه الصلة وما معناها الحقيقي؟دولة وحدة الجنس البشري:يقول سبحانه وتعالى في سورة لقمان مخاطبا كل الناس ( ما خلقكم و لا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير)”1″.يقول العلامة محمد حسين الطباطبائي في تفسير الميزان:(قال تعالى: (ما خلقكم و لا بعثكم إلا كنفس واحدة) في الإمكان والتأتي فإنه تعالى لا يشغله شأن عن شأن و لا يعجزه كثرة و لا يتفاوت بالنسبة إليه الواحد و الجمع، و ذكر الخلق مع البعث للدلالة على عدم الفرق بين البدء و العود من حيث السهولة و الصعوبة بل لا يتصف فعله بالسهولة و الصعوبة)”2″.فكل البشر الموجودين على هذه الأرض خلقوا من نفس واحدة، لذا فمن حافظ منهم على هذه الصورة الأولى في فطرته يلتحق بهذا الركب الإلهي في دورة وجودية يجد فيها الكل نفسه الحقيقية بعيدا عن أي عنصرية مبتدعة أو قومية مستعلية .فظهور كلمة الله الباقية والأبدية ناموس الله الأكبر غاية البشر كما يصفه العارف الكبير محي الدين بن العربي هو بمثابة ظهور الأمر الإلهي في الخلق والبشرية من أجل حياة بعيدة عن الفهمالساذج المعاشي الذي سيطر على كل البشرية طوال تاريخها المليئ بالصراع والوهم ، لتتطهر كلها من الكبر والحسد وكثرة الكلام الذي هو اصل كل صراع أرضي على وجه أرض البلاء البشرية. فمدينة أفلاطون هي واقع أرضي وليست تصورا سماويا خياليا فكل خيال الإنسان هو واقع وكل واقع هو واقع.دولة وحدة الأديان والدين الخالص:يقول الله تعالى في سورة آل عمران : ( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب)”3″.الدين واحد غير أن تنزله على أهل الأرض يختلف حسب الظرفية التي وصلت إليها عقلية البشر، فإذا كان إبراهيم عليه السلام وهو أب الديانات الثلاثة السماوية الكبرى ، فلماذا لا تحاول الروحانية الإسلامية والمسيحية النصرانية واليهودية الإسرائيلية الاحتكام إليه؟إبراهيم عليه السلام هو إنسان مسلم وموسى عليه السلام هو إنسان مسلم وعيسى عليه السلام هو الآخر إنسان مسلم .فإذا كان جميع أنبياء الله مسلمين فلماذا أختلف الأتباع ؟ بل لماذا حارب بعضهم بعضا؟الدين في التنزيل هو الإسلام وفي تعاليم الأنبياء والرسل جميعا هو الإسلام لكن وهو في يد المتدينين أصحاب المصالح يكون شيئا آخر .شريعة موسى عليه السلام انحرفت فصارت يهودية بعدما كانت إسلاما ، النصرانية انحرفت فصارت في يد المتعصبين مسيحية ، الإسلام المحمدي الأصيل انحرف وصار سنة في مقابل الشيعة الذين أرادوا أن يحافظوا على تعاليم الإسلام كما أنزلت فضاعوا هم كذلك في فتنة التعصب، إلا القليل منهم.في عصر مولانا المهدي عليه السلام الخاتم للهداية السماوية إلى أهل الأرض سيرى المسيحيين في العالم ، يسوع عليه السلام بأم أعينهم يصلي وراء الإمام المهدي عليه السلام في بيت المقدس فتتحقق الوحدة والسلام بين الأمتين ، وترجع طائفة كبيرة من يهود العالم وخصوصا من هم الآن ضد الصهاينة إلى الحوار بعدما كانوا دائما ينصحون اليهود بأن لا يدخلوا الأرض المقدسة، فيصير الكل في حوار مسالم وإنساني وديني مؤمنا بشريعة آخر الأنبياء والرسل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فيصير الدين لله خالصا بعدما كان للزعماء الروحانيين التجار، فتقول الإنسانية بلسان الحال : (هذا هو الدين الخالص)، أي الذي خلص من التعصب والضلالة.دولة التوحيد الخالص:ما هو التوحيد ؟هل هو اعتقاد ديني أو نظرية فلسفية أو طقوس دينية؟التوحيد: هومطلب كل مخلوق من حيث الوعي والإدراك ومن حيث الجهل واللامبالاة، فكيف ذلك ؟71المادية ، والإنسان الشرقي ضائعا في حالات الإنسان الروحانية ، فإن الإنسان المسلم يجمع بينهما في منهاج نوراني هو لا شرقي ولا غربي في هوية إنسانية قائمة على العدل والسلام .فما هو العدل في منهاج أهل البيت عليهم السلام؟العدل في مدرسة أهل البيت عليهم السلام هو وضع الشيء في محله، فالإنسان وهو روح ومادة هو كذلك نور وجب على من وصل إلى قمة العرفان ( الحكمة ) أن يتعرف عليه في كل ما خلق الباري من حالات وخيالات وهيئات.لذا نجد السالكين غير الولائيين يعبدون أنفسهم من حيث أنهم يعتقدون أنهم يعبدون الله، هذا إذا ما تجاوزنا الحقيقة وقلنا عنهم أنهم سالكون فالسلوك الحقيقي لا يتم إلا بمن يعرفون الحق الحقيق أهل البيت عليهم السلام .فكيف بمن لا يعرف مولانا علي بن موسى الرضا ((ضامن الهو )) أن يكون في مأمن من الخرافات والوساوس والضلالات المبتدعة في الوجود الخيالي والروحاني للإنسان المقهور تحت أسماء الله القهارية؟.فالإمامة هي قيادة النفس الإنسانية نحو الغيب الإلهي الذي به يكتمل الإنسان في الإبداع الإلهي ، فمن لا إمام له لا سلوك له ومن لا سلوك له لا وجود له ومن لا وجود له فهو في العدم الظاهر.دولة وحدة الوجوديرى الكثير من الموحدين المسلمين أن نظرية وحدة الوجود ،نظرية مبتدعة تدعو للكفر والشرك بالله من حيث يزعم مدعوها أنهم وصلوا إلى قمة الشهود والوجود والتوحيد .فعلا فنظرية وحدة الوجود تحتاج إلى تفسير عملي لكي يراها الكل أنها نظرية صحيحة من وجهة نظر العارف الموحد المتحقق، لكن وهي كذلك تبقى نظرية مهزوزة تحتاج إلى براهين ساطعة في عقل المتدين المعتقد بالتنزيه والتوحيد.فمن وجهة المؤمن المعتقد بالتوحيد والتنزيه يرى أن صاحب نظرية وحدة الوجود يقول -لا أرى إلا الله وكل شيء هو الله- ، وهذا مع صحته التحققية قد لا يراه الفرد المسلم صحيحا، ذلك أن صاحب وحدة الوجود جعل شهوده الجمالي بالله معمما على كل الخلق في حين أن الكثير من الخلق يرى في نفسه و بكل بداهة أنه هو ليس هو الله.العارف المتحقق بوحدة الشهود والوجود ، مع قوله أن الله هو كل شيء وأنه لا يرى إلا الله فهو يقول أن العاصي المشرك ليس هو الله طبعا ، فكيف يمكننا تفسير ذلك؟جاء في أول سورة الرحمن الرحمن ,علم القرآن ، خلق الإنسان ,علمه البيان )”1″، والقرآن هو لسان الوجود كله ، فإذا ما صار الشاهد المؤمن الموالي قرآنا فهل يستطيع أن يرى في الوجود كله إلا الله وهل يرى شيئا بدون الله قائما ؟ فما دام أن هذا الوجود صار هو القرآن وصار هو فيه شاهد على قدرة الباري وعظمته وجماله ،فكيف للعارف المتحقق والحال هذه الهروب من عدم القول بوحدة الوجود؟ فكل العرفاء الذين وصلوا إلى هذه النظرية الفلسفية يصرحون أنها فرضت عليهم في سيرهم السلوكي العروجي إلى رب الأرباب وليست نظرية اعتقادية وحسب، فهذا الحلاج يقول أنا الحق ، وهذا الخميني يقول أنا الحق، وهذا البسطامي يقول (( سبحاني سبحاني ما أعظم شأني )). وللفصل نقول كما جاء في كتاب الفوائد الرضوية ( أما الإيمان الحقيقي فهو الاعتقاد بأنّ الله هو الظاهر الباطن و الشاهد الغائب فهو الظاهر إذا طلبته في البطون، و هو الباطن إذا تفحّصت عنه في الظهور و هو المـُنـزّه عنهما إذا طلبته بكليهما و أنّ العالم ظاهر بالله خفي بذاته، فتعرّف فإنّه باب عظيم للتوحيد )”2″.العالم ظاهر بالله يعني هو اسم الله فلا يوجد إلا الله وأسماؤه وصفاته وأفعاله. وهذا مصداق الشهادة الحقيقية (( لا إله إلا الله )) فكل ما خلا الله باطل ، الكل يقول لا اله ، والقليل من يقولإلا الله ، لأن الشخص المؤمن وهو يحيا الحياة وفتنتها لا يستطيع أن يكون موحدا خالصا، فبالتوحيد يصير الموحد في الوحدة وإذا ما صار فيها صار في قولها به.في دولة المهدي عليه السلام يصير التوحيد في متناول الجميع فيرى الجميع بعين القلب أن الذي يمنعه من الوحدة هو الوهم المعاشي والخوف المستقبلي الدنيوي والأخروي، وهذا ما سوف يدفع الموالون وهم يعيشون في أسرار هذه الدولة العظيمة إلى الوحدة مع الكل وتقاسم الخيرات الوجودية النورانية، في دولة يرجع فيها الكل للنفس الكلية وأسرارها.فالدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام بلسانهم وكلماتهم هو القرآن الصاعد ، لذا وجب على أتباع هذه المدرسة العظيمة ان يتفطنوا إلى هذا التراث ويهتموا به ليكونوا فيه فاهمين عالمين ، فمتابعة هذا التراث المطهر من رجس الأوهام والضلالات هو من سوف يمنحك أيها الموالي الاتصال بذواتهم المطهرة فتصبح سلمان فعلا ونية وقولا وعملا وسرا.دولة بسم الله الرحمن الرحيمقال الإمام علي عليه السلام ( إذا نفد عدد حروف بسم الله الرحمن الرحيم يكون أوان ولادة المهدي)).تأتي ولادة المهدي عليه السلام بعد نفود عدد حروف البسملة التسعة عشر وهذا يوافق تمامية الخلق الإلهي لتبدأ مرحلة الهداية الكبرى له في قوله تعالى (قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى ، قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى))”1″ . فظهور مولانا المهدي عليه السلام على أرض البلاء للبشرية هو في الشأن الإلهي العظيم يمثل مرحلة الهداية الكبرى للخلق الإلهي في مسيرته الفنائية الإبداعية إلى رب الأرباب جميعا..يقول محي الدين بن العربي -رض- في وصف أمير المؤمنين عليه السلام…وعلى سر الأسرار ومشرق الأنوار المهندس في الغيوب اللاهوتية والسياح في الفيافي الجبروتية المصور للهيولى الملكوتية والوالي للولاية الناسوتية أنموذج الواقع وشخص الإطلاق المنطبع في مرايا الأنفس والأمانة الإلهية ومادة العلوم الغير المتناهية الظاهر بالبرهان والباطن بالقدرة والشأنفاتحة مصحف الوجود بسملة كتاب الموجود حقيقة نقطة البائية المتحقق بالمراتب الإنسانية حيدر آجام الإبداع الكرار في معارك الاختراع النير الجلي والنجم الثاقب إمام الأئمة علي بن أبي طالب عليه السلام )”2″.في دولة مشرق الأنوار المهندس في الغيوب اللآهوتية علي بن أبي طالب عليه السلام نكون في فتح وجودي في قوله تعالى فلا أقسم بما تبصرون، ومالا تبصرون)”3″ فهذا الكوكب الأرضي ورغم اتساعه المكانــي في وجودنا إلا أنــه وهو كـذلك لا شيء مقابل ما خلق الله فـي هذا الكونالشاسع الكبير الذي يتكون من ملايين المجرات البعيدة عنا والنجوم والمنظومات، فقد جاء في بحار الأنوار أن الله سبحانه وتعالى خلق ثمانية عشر ألف عالم ، وعالمنا هذا يعتبر عالما من كل تلك العوالم ، وفي دولة الموعود عليه السلام نكون في ارتباط سراني نوراني مع جميع تلك العوالم الخفية عن أعيننا وإدركاتنا الحسية والمعنوية بفضل شفاعة الإنسان الكامل الحامل لسر بسم الله الرحمن الرحيم الذي بها مفتاح كل شيء وسر ووجود وكون.دولة الهوية والنور الإلهييصف العارف محي الدين بن العربي ض مولانا علي بن موسى الرضا عليه السلام بقوله (…وعلى السر الإلهي والرائي للحقايق كما هي النور اللاهوتي والإنسان الجبروتي والأصل الملكوتي والعالم الناسوتي مصداق معلم المطلق والشاهد الغيبي المحقق روح الأرواح وحياة الأشباح هندسة الموجود الطيار في المنشئات الوجود كهف النفوس القدسية غوث الأقطاب الإنسية الحجة القاطعة الربانية محقق الحقايق الإمكانية أزل الأبديات وأبد الأزليات الكنز الغيبي والكتاب اللاريبي قرآن المجملات الأحدية وفرقان المفصلات الواحدية إمام الورى بدر الدجى أبي محمد علي بن موسى الرضا عليه السلام)”1″.فما معنى قول العارف أزل الأبديات وأبد الأزليات الكنز الغيبي والكتاب اللاريبي قرآن المجملات الأحدية وفرقان المفصلات الواحدية إمام الورى بدر الدجى؟الأبد هو منتهى الدهر وأبدية الآباد هو منتهى الدهور جميعا ، والأزل هو أصل الدهر وأزلية الآزال هو أصل أصوله ، وبين أزلية الآزال وأبدية الآباد تسبح الهوية الإنسانية الإلهية التي فيها جميع النفوس والأشباح والمخلوقات ، فكل حالاتنا الوجودية والكونية والنفسانية هي مأطرة بين أزلية الآزال وأبدية الآباد ولكي نؤكد هذا نفتح نافذة صغيرة على أفلام الخيال العلمي الغربي التي صورت الإنسان في مرائي لا تحد ولا تحصى وسمت كل تلك المرائي خيالا علميا حيث صورت الإنسان يطير بلا أجنحة وصورته في جزيرة خضراء يركب آلة الزمن العجيبة والكثير من الأمور التي هي مختزنة في ذاكرتنا الوجودية الإنسانية الممتدة من أزلية الآزال إلى أبدية الآباد فهل خلص هذا الإنسان الغربي إلى هوية صادقة وخالصة في كل ما أنتجته أفلامه الخيالية هذه ؟ وفي المقابل نجد الإنسان الشرقي الصيني والهندي والياباني ينزل الإله إلى الأرض ويجسده في حجارة محاولا تذكر أصولـه الإلهيـة فيـه. فإذا كــان الإنسان الغربي ضائعا في خيـالات الإنسانفالبشر الآدمي النوراني هو المخلوق الذي ابتدأت به جميع الأكوان والوجودات وبه سوف يختم جميع عوالم الوجود ، مصداقا لقوله سبحانهقُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ )”1″وبين البدء والختم يوجد الإنسان الكامل الواعي والمدرك. ( إنا لله وإنا إليه راجعون)”2″.دولة الحكم العدلجاء في مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية للإمام الخميني: أنه سبحانه لما عين الأعيان الثابتة الحاملة لأسمائه الحسنى تنازعت فيما بينها فكان خلافها حول الدور المنوط بها في تعيناتها، فالتجأت إليه سبحانه وتعالى أي إلى موجدها وأصلها الإلهي طالبة منه أن يجعل لها حكما عدلا تحتكم إليه حتى تستطيع تأدية دورها الوجودي الإلهي الموجودة من أجله.فتنازع المدارس الفكرية الظاهرية والباطنية والوجودية والتاريخية اليوم هو نفسه ذلك التنازع الذي كان في التعينات الإلهية الأولى في أسمائه، فكثرة المدارس الوجودية اليوم يجعل الباحث عن الحقيقة الدينية والإنسانية في حيرة من أمره، فالإسماعيلي وجد أن الباطن هو الأصل وأنه هو كل الحقيقة وما الظاهر إلا التابع، والزيدي يجد أن مسألة عدالة الصحابة لا نزاع فيها مع السنة، والسني يرى أن أصول الدين ثلاثة وهي التوحيد، والنبوة، والميعاد، كما أن أصوله الكلامية فيها إختلاف كبير مع كل المناهج فهو يميل إلى الجبر في فعله حتى وإن لم يعتقد به صراحة في فكره، وذلك ناتج عن خلل في الاعتقاد النظري لديه، كما يوجد في نفس الاتجاه اختلاف عميق بين جميع النحل والملل الموجودة في ديانات العالم فالهندوسي مثلا يرى أن كل شيء هو براهما أي كل شيء حق، والبوذي يرى نفسه متحدا مع كل العالم في النيرفانا فيجد نفسه عابدا لله بذلك الإتحاد عبر رياضات روحية خطيرة، والدرزي يجد أن العقل المدرك هو كل شيء، والزرادشتي يجد أنالعالم يتقاسمه إلهان متفقان في كل شيء واحد إله الشر والآخر إله الخير وهما شيء واحد في الأصل. والمسيحي يعتقد أن إلهه ينقسم إلى ثلاثة أقانيم روح القدس، الأب، والابن، واليهود يجدون أن يهوه هو الإله الذي يمكنهم أن يفهموا أحسن منه.إن هذا الصراع الفكري الخطير والمفارق يجعل من الكائن الإنساني، كائنا مليئا بالتناقضات الموضوعية فهل سوف يحسم هذا الصراع الخطير القائم في مملكة الإنسان الباطنية والظاهريةليخلص إلى هوية إلهية تمكن هذا الكائن الإلهي إلى معرفة أبعاده الوجودية؟ سؤال يصعب الإجابة عليه ما دام الكل يدعي الحقيقة لنفسه ويجدها الوحيدة لبقائه.إن دور مولانا الإمام المهدي عليه السلام في ظل كل هذه الصراعات الفكرية والتصورية والذهنية هو الحكم بين كل هذه الاتجاهات والعدل فيما بينها فيكون هو بمنزلة اسم الله الأعظم (الحكم العدل)، فترجع الدائرة الوجودية من حيث بدأت لتطلق كل أسرارها في كل الآفاق وفي كل الأنفس لتظهر الإبداع الإلهي في أحسن تقويم إلهي، مصداقا للحديث القدسي (كنت كنزاً مخفياً فأردت أن أعرف فخلقت الخلق لأعرف) “1” فيكون هذا الظهور المتجلي في قلب مولانا المهدي الخاتم للولاية التكوينية، بمثابة تمامية الظهور الإلهي لكل النفوس وفي جميع الآفاق.دولة أهل البيت عليهم السلامسئل أمير المؤمنين عليه السلام عن سلمان فقال :( إمرء منا وإلينا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ، علم العلم الأول والعلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، وكان بحراً لا ينزف . ! )”2″.في دولة المنتظر سيكون كل من فيها سلمان الفارسي ،لأن العقول سوف تكبر فيها ، وتنتهي في إدركاتها إلى الزمن الأول ، فبقدر التوسع الزمني يكون الإنسان حكيما ، ذلك أن عقل الإنسان العاقل يكبر كلما توسعت رؤيته الكونية والوجودية والنورانية. في هذه الدولة بالذات سوف يجتمع الزمني الكوني كله في المهدي عليه السلام وأصحابه عليهم السلام بالخصوص فبعدما كان الزمان بعدا وجوديا إدراكيا خارجيا حركيا يصير في هذه الذوات المطهرة حكمة سرمدية تتحكمفي الزمان والمكان بعدما استبطنت في أعماقها سر الولاية التكوينية التي بها يستطاع كل شيء بإذن الله، لذا أنصح أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام بأن يوسعوا رؤيتهم الكونية والزمنية بقراءتهم لدعاء الصباح لأمير المؤمنين عليه السلام (…. وَالْماسِكِ مِنْ أَسْبابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الأَطْوَلِ، وَالنَّاصِعِ الْحَسَبِ فِي ذِرْوَةِ الْكاهِلِ الأَعْبَلِ، وَالثَّابِتِ الْقَدَمِ عَلى زَحالِيفِها فِي الزَّمَنِ الأَوَّلِ، وَعَلى آلِهِ الأَخْيار الْمُصْطَفَيْنَ الأَبْرار،ِ…).أهل البيت عليهم السلام الأربعة عشر هم إرادة إلهية تتحقق فيهم مشيئته الكبرى في الخلق والأمر . وبهم يعرف الله وبهم يعبد وبهم يتم السلوك الحقيقي إلى الباري عز وجل ، فبدلا من إنكار هذا حاول أن تقرأ سيرتهم وعلومهم ومعارفهم لترى بنفسك في نفسك أن التاريخ الديني ظلمهم وتستبصر الحقيقة التي غيبت عنك ظلما وزورا .لكي تعرف دين الله عليك أن تخرج من دين الناس ؟ وهذا يستحيل بطبع يعيش في الاعتباطية والعادة التي تميت القلب فتجعله آلة متحركة بدلا من نفس جوهرية تريد أن تسمو وتعرف وتدرك وتعي . فدين الله هو دين ارتضاه لنا عبر وسائط الهيون فعندما تنكر الوساطة بين العبد والمولى بدعوى الإشراك مع الله فأنت تمارسها فعليا لأنك تدين بدين الناس وهم كذلك واسطة من حيث تظن أنك تعبده هو ، لكن هذا قد لا يتراءى لك وأنت منغمس في عبادة الناس لله لأنك تدين بدين الكثرة والكثرة دائما تطمئن بما هو موجود بكثرة فتبقى في دين الناس ولا تعرف دين الله الحق، لذا جاءت شريعة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بمنهاج معرفة النفس حيث قال من عرف نفسه عرف ربه )”1″. وقال أيضا ( العبودية جوهرة كنهها الربوبية )”2″ .ماهي العبودية ؟الكثير من المتكبرين يرون العبودية ذلا لهذا تراهم لا يصلون بدعاوٍ شتى فالبعض منهم يقول عندي علاقة خاصة مع خالقي وهي حريتي وأنت يجب عليك ألا تتدخل فيها ولهذا فأنت تراني لا أصلي ولا أصوم فهو من سوف يحاسبني … نعم كلام صحيح في ظاهره لكن وهو كذلك يحمل جحود وجودي كبير فهذا الشخص غلبته نفسه الأمارة فجعلته يقول هذا الكلام وهذا نوع من المعرفة أيضا لكنها معرفة ساذجة ، فلكي تعرف الرحيم والرحمن والجبار والمتكبر عليك أن تصلي له كما هو أمرك لا كما أنت تحب أن تعبده ،فعلى هذا الأساس فالخلق كله عابد لأن مشيئته الكبرى هي ما أنت عليه في كل حالاتك الوجودية .بالعبودية الخالصة وحدها يستطيع الإنسان العابد أن يصير عبدا وبها تتم معرفة النفس والرب ويتخلص الإنسان من وهمه وزعمه وحوله وينصهر في إرادة جامعة كاملة إلهية تريد به العروج في كل الأنوار والكرامات والدرجات.بالعبودية المشفعة بالإنسان الكامل الإلهي صار البسطامي يقول (( سبحاني سبحاني ما أعظم شأني )) كلام سوف يراه من هو في دين الناس كفر لأن البسطامي أصبح يشارك الخالق في التنزيه والشأنية . لكن هل البسطامي من نطق بهذه الحقيقة هذا الذي يمشي على رجلين ويأكل بين الناس أم أن الناطق بها هو الإنسان الكامل الإلهي حيث انصهر فيه البسطامي فرأى من آياته الكبرى فصار قائلا بقوله(( سبحاني سبحاني ما أعظم شاني)) .دولة الإنسان الكاملدولة المهدي المنتظرة والمرتقبة في المشيئة الإلهية الكبرى هي دولة الإنسان الكامل الإلهي الذي سوف يرى بعده الوجودي الكامل فيها فهي دولة الأسرار والحقائق الحقة الإلهية ، فبعدما جاءت الشرائع السماوية متتالية على بني البشر ، ابتداءً من آدم عليه السلام إلى خاتم الرسل النبي العربي الهاشمي صلوات رب العزة عليه وعلى آله في مسيرة تاريخية مليئة بالحيرة والصراع والجهل ، تأتي دولة المهدي الإنسان الكامل في آخر الزمان لتفتح كل الأفاق الوجودية وتوسع وجود الإنسان وتجعله كوني وجودي بعدما كان أرضيا مليئا بالجهل والحيرة المحاطة بالوهم المعاشي.نعيش اليوم بدخولنا في سنة 1430 هـ ،11 قرنا بالتمام والكمال، على غياب مولانا المهدي بن الحسن العسكري صلوات رب العزة عليهما الغائب في سنة 329هـ .أجمع علماء الذرة والطبيعة والفيزياء جميعا أن القرن الذي نعيش فيه يستحيل أن يكون بلا روح، ذلك أنهم وجدوا للمادة نهاية في أبحاثهم العلمية والعملية.العالم والأرض أصبح قرية صغيرة بفضل التكنولوجيا والاتصالات وهذا التقدم العلمي البشري هو مقدمة لمعرفة أبعاد الإنسان الكونية.فالبشرية الإنسانية استهلكت جميع أطوار المادة وخصوصا بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية وبعد غزو الفضاء والذرة وكشف بعض أسرار الطبيعة.كل هذه المقدمات تجعلني أزعم بكل فخر واعتزاز وأقول أن الإنسانية سوف تعيش طورا وجوديا أكثر وعيا وعلوا وشرفا وإدراكا لماهيتها الوجودية على أرض البلاء البشرية.الشهادة والي ولاية السيادة الأحدية الجمع الوجودي والحقيقة الكلية الشهودي كهف الإمامة وصاحب العلامة كفيل الدين الوارث بخصوصيات سيد المرسلين والخارج عن محيط الاين وللوجود إنسان العين ومضمون الإبداع مذوق الأذواق ومشوق الأشواق مطلب المحبين ومقصد العشاق المقدس عن الشين أبي عبد الله الحسين عليه السلام) “1”.الحسين عليه السلام هو نقطة دائرة الأزل والأبد فماذا يعني ذلك ؟أعجز الحسين عليه السلام في واقعة الطف الخلق كله، فهذه التضحية التي قدمها لرب العالمين في نفسه وأهله تحير العقول وتتركها متسائلة عن أغوار وأسرار هذا الرجل الإلهي الفاني في العهد الإلهي الغابر في الزمن الأول . ونجد في الإتجاه الآخر مولانا الإمام المهدي عليه السلام يمثل الإنسان الأبدي القريب من الغيب الإلهي من جهته الأبدية، حيث يعجز الخلق تصور إنسان يعيش أكثر من النبي نوح عليه السلام وهو باق في الخلق يراهم وهم لا يرونه ، وبين أبدية الآباد وأزلية الآزال توجد الروح الحية لعيسى عليه السلام ،فانتهاء الزمن ليس بالضرورة انتهاء الإنسان ودوره الوجودي، فهناك مقامات ودرجات خارج طور الزمن سوف يرقى لها الإنسان في زمن ظهور كلمة الله الباقية مولانا المهدي عليه السلام ، وهذا الطور يناسب الطور الآدمي بعدما يكون قد حمل الأمانة وعانى في حملها الكثير يأتي الطور الآدمي النوراني المهدوي ليخرج من أراد الخروج إلى روح الأرواح ونور الأنوار . فالإنسان الآدمي خبر الروح وخبر معها المادة فأصل الروح والمادة هو النور وهكذا سوف نحيى في هذا الأصل في دولة المهدي عليه السلام لأنها تعتبر دولة الأسرار الإلهية الكبرى وأعظم سر في وجودنا هو النور.العبادة الواعية هي الشفاعة التي تشفع لنا لندخل في أصل كل كينونة ووعي وإدراك ألا وهو النور الالهي .كيف نكون في العبادة الواعية و المدركة؟العبادة الواعية والمدركة هي معرفة النفس التي بها معرفة الله ، ففي معرفة النفس تتجلى عظمة الخالق في باطن كل فرد عابد فيصير بها عبدا بعدما كان عابدا، الكثير من العباد التزموا بظاهر الشريعة وطبقوه في عباداتهم لكن هل استطاعوا بتطبيقهم لهذا الظاهر وحده الارتقاء إلى معرفة“1” الفتوحات المكية النسخة الايرانية نقلا عن كتاب إحقاق الحق ج 33 صفحة 150-15464الصانع الذي يصف نفسه في سورة الحديد بقوله : (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم)”1″.؟ وفي سورة التوحيد قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفؤا أحد)”2″.فعلى مستوى النفس الإنسانية يعجز العقل تصور كيف تشتغل مليون خلية بيولوجية في تناسق تام وفي نظام يعجز العقل البشري تخيله داخل جسم الإنسان البيولوجي، كما أن الإنسان الحالم يرى في مناماته أحلاما يظن أنها بالساعات غير أن الواقع التجريبي ، أكد أن هذه المنامات التي ترى وكأنها بالساعات ما هي إلا أجزاء من الثانية.ألا يجعلنا هذا نطرح سؤالا وجيها ألا يستحق هذا الخالق المبدع أن يعرف؟وكيف تتم هذه المعرفة؟معرفة الله لا تتم إلا بمعرفة النفس ومعرفة النفس لا تتم إلا بمنهاج سليم فطري يوافق صنع الله فينا ، فمثلا الإنسان الغربي يأكل الفطريات ويتلذذ بها كثيرا وإذا ما سألته لماذا تأكل هذه الفطريات وهي طفيليات تخرج على الأرض والله سبحانه يكرمك أيها الإنسان ؟ يجيبك ببداهة سريعة إنه نبات وهو لذيذ وأكد الناس على صحته؟في منهج أهل البيت عليهم السلام نجد أن الإنسان عليه أن لا يأكل الفطريات والكثير من الأمور التي لا علاقة لها بالكرامة الإنسانية فهذه الفطريات مثلا إذا ما أصيب بها جسد الانسان تجده أصبح يكره هذا الجسد فهو لن يقول وهي على جسده انه فطري غير قاتل كما يقول على الفطري النباتي أنه غير قاتل واستطيع أكله ، هنا نجد الإنسان مكرم من طرف الله سبحانه وتعالى فكيف لهذا المخلوق المكرم أن يعرف من كرمه وجعله في هذا المقام السيادي على جميع المخلوقات؟لمعرفة من كرّمك أيها الإنسان عليك ان تعرف أهل البيت عليهم السلام فبدونهم لا كرامة ولا معرفة ولا أي“1” سورة الحديد 3.“2” سورة الإخلاص 1-4.65بسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرينالسلام عليكم ورحمته وبركاتهقضية الوجدان والفقدان هي أساس البنيان الوجودي الذي نحن فيه ؟؟؟.يقول الإمام الحسين عليه السلام وما أدراك ما الحسين ؟؟؟؟؟؟؟.(( ماذا وجد من فقدك وماذا فقد من وجدك)).معرفة الحسين عليه السلام هي إكسير الوجود من عرفه انعتق من رق الوهم الذي بنيت عليه الدنيا.يقول الإمام علي عليه السلام :(( بنيت الدنيا على الوهم )).بالحسين يهدم المؤمن عالم الوهم ويدخل عالم الوجود والوجدان.
الاستاذ يوسف ممكن توضيح لهذه الطرق ؟
ج- 1- يبدأ الطالب المسلم بقراءة المنطق ليتأهل إلى معرفة الحقائق الدينية عن طريق العقل فيكون هذا الطريق هو حضور حقيقة الدين في عقل المسلم عن طريق الاستدلال العقلي السليم، غير أن هذا الطريق نفسه يحتاج إلى علم حضوري لكي تحضر المسائل العقلية السليمة بشكل واقعي في عقل المسلم، فحتى هذا الطريق هو يحتاج إلى ذوق ( عرفان ) فالعقل ليس مستقلا عن الذوق مطلقا فهو حاسة أيضا غير أنها حاسة متعمقة في الإدراك بعد الحواس الظاهرية.
2- عن طريق تهذيب النفس بالخلوة والذكر والتفكر والتوسل والدعاء والزيارات وقراءة زيارة عاشوراء بالضبط ، تطوى طريق العلم البرهاني فيصير علم حضوري قلبي نابع عن إيمان يقيني وهذا الطريق مجرب عند كل شيعي مخلص.
3- العرفان طريقه يستند إلى معرفة النفس وهنا يحتاج المريد إلى شيخ يصلح شأنه أولا عن طريق النظرة الحبية وثانيا عن طريق النصح والصحبة.
س كيف تم تاسيس المدرسة العرفانية في التاريخ الاسلامي؟
لا توجد طريقة باطنية صوفية أو عرفانية إلا وهي متصلة ومربوطة بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فأمير المؤمنين عليه السلام أول من تكلم في العرفان لأنه صاحب التأويل الحقيقي لكتاب الله، فجميع العرب أتقنوا لغة القرآن فهي لغتهم غير أنهم وهم كذلك لم يعرفوا المضامين العميقة المقصود بها الآيات القرآنية.
س كيف تفسرون الانسان قبل الدنيا والانسان في الدنيا والانسان بعد الدنيا ؟
الإنسان روح وجسد ومعنى.
فروح الإنسان مرتبطة بمعناه في عالم الذر. وجسد الإنسان مرتبط بمعناه في عالم الدنيا.
يقول مولانا جلال الدين الرومي في ما معناه:
“كنت جمادا فأصبحت إنسانا وغدا سأصير ملاكا.”
الإنسان معنى سكن جميع عوالم الوجود فمن تحقق بمعرفة الإنسان الكامل سعد سعادة حقيقية دنيا وآخرة .
ودمتم في رعاية المولى المقدس صاحب الزمان عليه السلام.
اشكركم جزيل الشكر الاستاذ الفاضل السيد يوسف العاملي على اجوبتكم الكريمة
والسلام عليكم ورحمة وبركاته
اجرت الحوارحياة لعلابس هل نظرية وحدة الوجود هي من تاسيس الشيخ محيي الدين بن العربي وهل هذا الاخير امامي المذهب بحيث وقع اختلاف في شخصية الرجل حول مذهبه ؟
وحدة الوجود ليست فكرة أحد فالكل يقول بها من حيث يعلم أو يدرك أو من حيث لا يعلم أو يدرك أما الذي يعلم بها حضوريا فهو العالم بالله.
محي الدين بن العربي هو عالم سني وعارف إمامي استبصر في نصف حياته فصار عارفا إماميا والدليل على هذا قوله في الفتوحات المكية الغير المزورة أنه التقى بحضرة مولانا المهدي عليه السلام بفاس المدينة المغربية المليئة بالمقامات الروحية.س ما هي درجات الذاكرين وهل هؤلاء يستطيعون الوصول الى درجة الكشف بحيث تنكشف لهم الحجب ؟.
كشف الحجاب في تراثنا الشعبي يختلط بأمر سلبي فنقول فلان مكشوف له الحجاب يعني يستطيع الأخبار بالغيب فهذا مع حقيقته الواقعية لا يترجم المعنى الحقيقي من كشف الحجاب فكشف الحجاب تعني أمورا مغيبة حتى عن الواقع الأرضي فلا تاريخ ولا جغرافية ولا مكان ولا زمان في كشف الحجاب.
س نحن على أبواب شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ممكن بيان مميزات هذا الشهرالكريم ؟
شهر رمضان هو شهر الله وشهر الله هذا هو ضيافة الله، فالله يتجلى على عباده في شهر واحد من كل سنة حتى يطهرهم من أوهامهم وأنفسهم فيردهم إليه كما هو يريد لهم أن يكونوا معه.
س بعض المسلمين يعتقدون ان ابواب النيران مغلقة على كل المسلمين في شهر رمضان هل اتباع مدرسة اهل البيت ع يعتقدون ايضا بهذا المفهوم؟
الله كتب على نفسه الرحمة غير أن الصائمين يكتبون على أنفسهم السخط وعدم الرضا فيفتحون أبواب النيران بأعمالهم.
س كما هو معروف ان للصوم مراتب
صوم العموم
صوم الخصوص
صوم خصوص الخصوص هل المرتبة الثالثة لا يستطيع الانسان البلوغ لها الا بسلم العرفان فهل هذا صحيح؟
ج الصوم على أقسام.
صوم أهل الشريعة.
وصوم أهل الطريقة.
وصوم أهل الحقيقة.
وصوم أهل حقيقة الحقيقة.
فصوم أهل الشريعة هو إمساك الجوارح الظاهرية بما يوجب صونها من المحرمات.
أما صوم أهل الطريقة فهو صوم الفكر عن عدم التفكير في غير الله.
أما صوم أصحاب الحقيقة فهو عدم رؤية في الوجود سوى اللّه تعالى و أسمائه و صفاته و أفعاله، فالكلّ هو و به و منه و إليه .
أما صوم أصحاب حقيقة الحقيقة هو رؤية ذواتهم تمثل شهر الصيام فيكونون هم شهر رمضان نفسه.
س حسب العلامة الطباطبائي فان مسالة كشف حقيقة ثلاثة منها
1 الطريق العقلي بمعنى المسائل والمقدمات البديهية او المبنية على البديهيات
2 طريق تهذيب النفس او الولاية و الكشف
3 الطريق الذي يستفاد منه في المسير العرفانيس يقول العارف السيد الخميني رحمه الله في رسالته إلى زوجة ابنه السيد أحمد السيدة فاطمة الطباطبابي اسمعي- إذا لم تكوني من أهل العرفان ولم تصبحي- أن لا تنكري مقامات العارفين و الصالحين ولا تعتبري أن معاندتهم من الواجبات الدينية, كثيرٌ مما قالوه موجودٌ في القرآن الكريم بشكل رمزي مغلق….. ولأننا نحن الجاهلين محرومون منها أي (المقامات) فإننا نبادر إلى معارضتها..
يقولون إن صدر المتألهين رأى بجوار المعصومة سلام الله عليها شخصاً يلعنه..سأله :
لماذا تلعن صدراً…
قال :لأنه يقول بوحدة واجب الوجود.
قال: إذن العنه.
أريد أن لا تنكري أهل المعنى و المعنوية… تلك المعنوية التي ورد ذكرها في الكتاب والسنة.. والمخالفون تجاهلوها أو تجاهلوهما واعتمدوا التبريرات العامية.
وأنا أوصيك أن الخطوة الأولى هي الخروج من حجاب الإنكار السميك الذي يمنع من أي نمو وأي خطوة إيجابية،وعلى كل حال لا يمكن مع روح الإنكار الاهتداء إلى طريق يوصل إلى المعرفة
الاستاذ يوسف ممكن توضيح منكم لهذه الرسالة ؟الخميني قدس سره العالي أحد أقطاب هذا الطريق الإلهي الخاص فهو مؤسس المدرسة العرفانية الانتظارية، وكل من تجاهل هذا الرجل الإلهي سيكون في حرمان لا مثيل له.
يقول الخميني قدس في الأربعين حديثا أن إنكار مقامات أولياء الله هو الحرمان الحقيقي والتصديق بمقامات الأولياء هو بداية الطريق الحقيقي إلى مقامات الإنسان الكامل المكرم من طرف الخالق المبدع.
س كيف يمكن للانسان المبتدئ ان يصل الى المقامات العرفانية العالية ؟
الكمال لا نهاية له فالذي يظن في نفسه أنه قد انتهى إلى المقامات العرفانية العالية فهو في عبادة نفسه أو شيطانه.
لكل إنسان حي يرزق طريق ومصير يسير فيه إلى مبدعه وخالقه والذي جذب إلى حضرة من حضرات الرب يمكنه أن يطوي المقامات والمنازل ليصل إلى نتيجة مفادها العلم بالله في قوله تعالى ((فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك)) .
فلكل إنسان استعداد إما للتسافل وإما للتعالي والتسامي في قوله تعالى (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين))
فأحسن التقويم ومعرفته حضوريا هو حالة العارف بالله .
فلكي يطوي المريد طريق العرفان إلى حالة العارف بالله عليه أن يصاحب عارفا بالله ويلازمه فلا يوجد طريق أخر غير هذا.س كيف استفدتم من طريق العرفان ومن هم ابرز اساتذتكم ؟
صراحة لا أنكر حضور روح المقدس الخميني في حركتي الإيمانية كما للعبد يوسف عدة أساتذة لا أستطيع ذكر أسمائهم في المغرب والخارج وعدة رفقاء في الطريق ناصحين له. ففي سنة 2003 التقيت بحضرة الشيخ محمد تقي بهجت رضوان الله عليه حيث جلست في محضره ساعة واحدة كانت تساوي ملايين السنين بسنواتنا الأرضية، فهذا العارف بالله كان معلقا في اللآهوت الإلهي.
س الاخ الفاضل هناك في الوسط الشيعي من ينتقد العرفان ويصفون من يسلك هذا الطريق بالالحاد بسبب نظرية وحدة الوجود فهل هذه النظرية تعد من المحدثات في الدين ؟
التقوى درجات فهناك من يظن أن إمساك الجوارح عن المحرمات هي فعل التقوى وكفى وهناك من يصل به الإيمان والتفكر وصفاء السريرة والتدبر والمحبة والكشف إلى أقصى درجات التقوى وهي عدم رؤية شيء مع الله مطلقا، في هذه النظرة للتقوى والوجود تكون نظرية وحدة الوجود حاضرة بقوة وتغيب هذه النظرية كلما حضر في بال الإنسان العابد أمر أو شيء مع الله. فمن يوجد في أخر مراتب التقوى يقول بوحدة الوجود ومن هو في بداية التقوى أو وسطها ينكرها جهلا مركبا منه ظانا أن من يقولها خالي من التقوى حيث جعل الشجرة هي الله والعاصي هو الله فليس الأمر كذلك فوحدة الوجود ليست بهذا المعنى السلبي حقيقة فليس الله هو الشجرة وليس الله هو العاصي فوحدة الوجود ليست هي وحدة الموجود.
الله خلق كل شيء حتى فكرة من قال بعدم وجود وحدة للوجود.
فالمسألة ليست مسألة اعتقادية إيمانية بقدر ما هي مسألة يتفاوت فيها الخلق في فهم دين الله.أخطر مسالة وجودية هي مسألة التوحيد من فك سرها القائم بكل شيء صار من الموحدة المنتظرة الناجية المستحقة أرفع المراتب الوجودية.لا يتوفر وصف للصورة.
عن مولانا جعفر الرفيع منه السلام :
* أنه قال من زعم أن الله في شيء فقد جعله محصورا ، ومن زعم أنه من شيء فقد بعضه عن بعض ودان ببعض دون بعض ومن قال إنه على شيء فقد جعله محمولا ، ومن قال : هو يظهر لمن يشاء بما يشاء كيف يشاء من خلقه، لا محدودا ولا موصوفا ، ولا زائلا ، ولا يقضى عليه بحراك استدل به على نفسه وصورته ولم يستدل بصورته ونفسه عليه، فقد صار بذلك إلى سبيل النجاة.*.23111000
كل من فهم هذا الحديث عن طريق التفيهم الإلهي صارعلى سبيل النجاة.
انتبهوا معي هنا :
* هو يظهر لمن يشاء بما يشاء كيف يشاء من خلقه…*
التسليم للمشيئة الأولى هو نور يشرق من صبح الأزل فيلوح على هياكل التوحيد آثاره.
التسليم للمشيئة هو القبول.
من قبلته مدينة العلم والحكمة صار محدثا مفهما ومن صار محدثا مفهما صار موحدا منتظرا ناجيا.- آخر رسالة سماوية مع نور إلهي منزل مع خير الأوصياء وإمام مبين .خبرگزاری شبستان – حديث النبي (ص) بشان علاقة الجمعة بالامام صاحب الزمان
كل هذه المعطيات الذاتية الإلهية ستجعل الموحد في آخر رسالة سماوية يتمتع بالسر الإلهي الوجودي.
كيف ذلك ؟
التوحيد هو أخطر سر وجودي على الإطلاق لا يكون فيه إلا من فهم سره العجيب والغريب .
لا يظهر العجائب والغرائب إلا الإنسان الإلهي الكامل النور المطهر الذي سبق وجوده العدم.
هناك
صورة
واسم
ومعنى
المشبهة والمجسمة عبدوا الصورة.
والمقصرة والواصفة عبدوا الإسم دون معناه.
والموحدون المتعلمون من وفي مدينة العلم والحكمة عرفوا الله معرفة ذاتية استحقوا بها أرقى المراتب الوجودية على الإطلاق.
فالعلم بلا حكمة حجاب.
والحكمة بلا علم إدعاء ، فالحكمة معدمة بلا علم .
عن الصادق منه السلام :
((من عبد الصورة على أنها محدودة بطول وعرض مثل صورته فقد قال بالجسم والمثال ،ومن عبد الإسم دون المعنى فقد عبد محدثا، لأن المعنى قبل الإسم، وقبل الصفات، ومن زعم أنه يعبد الإسم والصورة والمعنى ، فقد عبد أربابا مشتركين ، وآلهة معدودين، ومن عرفه به وأقر له بحقيقة معرفته فأولئك هم المهتدون.)).
المقصرة الواصفة الذين لم يدركوا بعد أن المعنى قبل الاسم والصفات سيكذبون هذا الحديث جملة وتفصيلا وهذا أمر بديهي لأنهم واقفون مع الصفة، لم يدركوا بعد مواقع الصفة التي بها يكون الموحد الذاتي الإلهي قد أقر له بحقيقته.لا يتوفر وصف للصورة.
جاء في زيارة صاحب الأمر مولانا الحجة صاحب الزمان منه السلام العبارة التالية :
”السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ المُهتَدونَ”
المهتدون هنا هم من عرفوا الله بالله في قول مولانا جعفر الرفيع منه السلام :
((…ومن عرفه به وأقر له بحقيقة معرفته فأولئك هم المهتدون.)).
ـ بحار الأنوار ج 11 ص 122 رواية 56 باب 1
2 ـ بحار الأنوار ج 24 ص 325 رواية 39 باب 67
3 ـ الجن 16
4 ـ المائدة 66
5 ـ الكافي ج1 ص 25 رواية 21
6 ـ الكافي ج 8 ص 240 رواية 239 باب 8
7 ـ بحار الأنوار ج 52 ص 391 رواية 213 باب 27
8 ـ الأعراف 172
9 ـ بحار الأنوار ج 52 ص 328 رواية 46 باب 27
10 ـ بحار الأنوار ج 52 ص 339 رواية 84 باب 27
11 ـ بحار الأنوار ج 52 ص 291 رواية 35 باب 26
12 ـ بحار الأنوار ج 53 ص 6 رواية 1 باب 28
13 ـ بحار الأنوار ج 52 ص 316 رواية 12 باب 27
14 ـ هود 80
15 ـ بحار الأنوار ج 52 ص 327 رواية 44 باب 27
16 ـ بحار الأنوار ج 53 ص 81 رواية 86 باب 29
17 ـ بحار الأنوار ج 52 ص 280 الرواية6 باب 26
18 ـ بحار الأنوار ج 52 ص 316 رواية 11 باب 27
19 ـ بحار الأنوار ج 73 ص 82 رواية 45 باب 122
20 ـ بحار الأنوار ج 52 ص 335 رواية 67 باب 27
- آخر رسالة سماوية مع نور إلهي منزل مع خير الأوصياء وإمام مبين .خبرگزاری شبستان – حديث النبي (ص) بشان علاقة الجمعة بالامام صاحب الزمان
-
AuthorReplies